تواجه شركة ميتا، المالكة لموقع فيسبوك، اتهامات بالتسبب في معاناة نفسية طويلة الأمد لمئات من المشرفين على المحتوى في كينيا. وقد تم تشخيص أكثر من 140 منهم باضطراب ما بعد الصدمة وأمراض نفسية أخرى، مما أثار جدلاً واسعًا حول تأثير عملهم في مراجعة المحتوى المزعج على صحتهم العقلية.
التشخيصات الطبية تؤكد التأثير النفسي العميق
أجرى الدكتور إيان كانيانيا، رئيس خدمات الصحة العقلية في مستشفى كينياتا، تشخيصًا نفسيًا للمشرفين، حيث أظهرت التقييمات إصابتهم باضطراب ما بعد الصدمة. تم تقديم هذه التقييمات إلى المحكمة في ديسمبر 2024 كجزء من دعوى قضائية ضد ميتا وشركة ساماسورس كينيا.
التعاون مع شركات خارجية: هل هو السبب؟
المشرفون على المحتوى في ميتا يعملون عادة مع شركات خارجية، مثل ساماسورس، التي تدير عمليات المراجعة في البلدان النامية. كانت هناك مخاوف مستمرة حول التأثير السلبي لهذا العمل على صحة المشرفين النفسية.
الآثار النفسية للعمل في فيسبوك
أوضح كانيانيا أن المشرفين يتعرضون بشكل يومي لمحتوى صادم مثل مقاطع الفيديو الخاصة بالعنف الجنسي، الانتحار، والعنف الجسدي والجنسي. هذه المحتويات تترك آثارًا نفسية عميقة، ما يؤدي إلى تدهور صحتهم العقلية.
الاحتجاجات والتسريحات تثير المزيد من الجدل
في 2022، رفع أحد المشرفين السابقين دعوى ضد شركة سماسورس كينيا بعد تسريحه بشكل غير قانوني بسبب احتجاجاته ضد ظروف العمل. وفي العام الماضي، تم تسريح 260 مشرفًا بعد مطالباتهم بتحسين الأجور وظروف العمل، وهو ما يزيد من تعقيد القضية.
هذه الدعوى القانونية، التي تتضمن مشرفين عملوا في الفترة من 2019 إلى 2023، تلقي الضوء على قسوة ظروف العمل في مجال مراقبة المحتوى، وتفتح باب النقاش حول حقوق العاملين في هذه الصناعات.